التقويم التشخيصي الخاص بالمستوى السادس وفق المنهاج المنقح

 ما هو التقويم التشخيصي؟



ما هو التقويم التشخيصي؟
هو ذلك النوع من التقييم الذي يسبق بداية عملية التعلم (خلافاً للتقييم التكويني الذي يكون أثناءها والتقييم الختامي الذي يكون في نهايتها). هدفه الرئيسي هو تشخيص الوضع الحالي للمتعلمين من حيث:
المعرفة السابقة التي يمتلكونها حول موضوع جديد.
المهارات الأساسية اللازمة للبناء عليها.
مواطن القوة والضعف في استيعابهم.
المفاهيم الخاطئة أو الفجوات التعليمية التي قد يعانون منها.
ببساطة، هو بمثابة "فحص طبي" قبل بداية الرحلة التعليمية لمعرفة حالة المسافرين وتجهيز الأدلة والمسار المناسب لهم.

يمكن تلخيص الأهداف الرئيسية للتقويم التشخيصي في النقاط التالية:
1. تحديد مستوى المعرفة والمهارات المسبقة للمتعلم
الهدف: الكشف عما يعرفه المتعلمون بالفعل حول الموضوع الجديد. يقوم المعلم بتقييم المعرفة السابقة التي يعتمد عليها في بناء التعلم الجديد. إذا كانت هذه المعرفة ضعيفة أو مفقودة، يعلم المعلم أنه يحتاج إلى سد هذه الفجوة أولاً.
2. كشف نقاط القوة والضعف
الهدف: تحديد المجالات التي يُبدي فيها المتلم تمكناً (نقاط القوة) والمجالات التي يعاني فيها من صعوبات (نقاط الضعف). هذا يساعد في توجيه الجهود التعليمية والعلاجية بشكل دقيق.
3. اكتشاف المفاهيم الخاطئة والصعوبات التعلمية
الهدف: الكشف عن الأفكار أو المفاهيم غير الصحيحة التي قد تكون راسخة في أذهان المتعلمين. يعتبر هذا من أهم أهداف التقويم التشخيصي، لأن تصحيح المفاهيم الخاطئة أساسي لفهم المعلومات الجديدة بشكل صحيح.
4. توجيه التخطيط للتدريس (تمايز التعليم)
الهدف: تزويد المعلم ببيانات واقعية عن احتياجات كل متعلم أو مجموعة من المتعلمين. هذا يمكنه من:
* تكييف طرق التدريس ليناسب أنماط التعلم المختلفة.
* تقسيم الطلاب إلى مجموعات عمل بناءً على مستواهم.
* تصميم أنشطة تعليمية علاجية للذين يعانون من صعوبات.
* توفير أنشطة إثرائية للمتفوقين.
5. توفير قاعدة أساس للمقارنة لاحقاً
الهدف: يوغي التقويم التشخيصي "صورة أساسية عن مستوى المتعلم قبل بدء الوحدة التعليمية. يمكن مقارنة نتائج التقويم الختامي في نهاية الوحدة بهذه الصورة الأساسية لقياس مقدار التحسن والنمو الذي حققه المتعلم.
6. تحفيز المتعلم وإشراكه في عملية تعلمه
الهدف: عندما يرى المتلم أن التقييم يهدف إلى مساعدته وليس الحكم عليه، تقل قلقه من الاختبارات. كما أنه يصبح أكثر وعياً بمستواه ونقاط ضعفه، مما يشجعه على المشاركة الفعالة في تحسين تعلمه.
مراحل التقويم التشخيصي
يمكن تقسيم عملية التقويم التشخيصي إلى أربع مراحل رئيسية مترابطة:
المرحلة الأولى: التخطيط والتحضير (مرحلة ما قبل التشخيص)
هذه المرحلة هي الأساس وتحدد نجاح باقي المراحل.
الهدف: تحديد ما سيتم تشخيصه وإعداد الأدوات المناسبة.
الإجراءات:
1. تحليل المحتوى الجديد: يقوم المعلم بتحليل الوحدة أو المقرر الجديد لتحديد المعارف والمهارات الأساسية (المتطلبات السابقة) التي لا غنى عنها لفهم المحتوى الجديد. (مثال: لتعليم القسمة المطولة، يجب أن يتقن الطالب الضرب والطرح وقيمة المنازل).
2. تحديد الأهداف التشخيصية: صياغة أهداف واضحة لما نريد قياسه (مثل: قياس مهارة حل المعادلات من الدرجة الأولى، أو معرفة مفردات وحدة "الطبيعة" في مادة اللغة الإنجليزية).
3. اختيار أو إعداد أدوات التقويم: اختيار الطريقة أو الأداة المناسبة لجمع المعلومات. يمكن استخدام أكثر من أداة، مثل:
اختبار تشخيصي قصير (أسئلة موضوعية أو مقالية مركزة).
مناقشة صفية مفتوحة لاستكشاف أفكار الطلاب المسبقة.
استبيان أو قائمة مراجعة
ملاحظة أداء الطلاب في أنشطة تمهيدية.
تحليل أعمال سابقة للطالب.
المرحلة الثانية: التطبيق وجمع البيانات
هذه هي مرحلة التنفيذ الفعلي للتشخيص.
الهدف: جمع بيانات دقيقة وموثوقة عن مستوى كل طالب فيما يتعلق بالمهارات أو المعارف المستهدفة.
الإجراءات:
1. تطبيق أدوات التقويم: تقديم الاختبار أو النشاط التشخيصي للطلاب في جو هادئ يقلل من التوتر. يجب التأكيد للطلاب أن الهدف هو مساعدتهم وليس تقييمهم بدرجات، لتشجيعهم على بذل الجهد وإعطاء إجابات صادقة.
2. تسجيل الملاحظات: أثناء التطبيق، يقوم المعلم بتسجيل ملاحظات حول سلوكيات الطلاب، مثل:
* الطلاب الذين يواجهون صعوبة في فهم التعليمات.
* الأسئلة التي يتكرر طرحها.
* الوقت الذي استغرقه كل طالب.
3. ضمان الشمولية: التأكد من مشاركة جميع الطلاب أو جمع بيانات عن جميعهم.
المرحلة الثالثة: التحليل والتشخيص (مرحلة تفسير البيانات)
هذه هي المرحلة الأهم حيث تتحول البيانات إلى معلومات قابلة للاستخدام.
الهدف: تفسير البيانات المجمعة لتحديد نقاط القوة والضعف والفجوات التعليمية لكل طالب ولمجموع الفصل.
الإجراءات:
1. تصحيح الأدوات وتحليل النتائج: تصحيح الاختبارات أو تحليل الاستجابات.
2. تصنيف الطلاب: بناءً على النتائج، يمكن تقسيم الطلاب إلى فئات (غير حازمة) لتسهيل التخطيط، مثل:
طالب يحتاج إلى تدخل عاجل: لديه فجوات كبيرة في المتطلبات السابقة.
طالب يحتاج إلى دعم إضافي: لديه بعض نقاط الضعف التي يمكن معالجتها.
طالب بمستوى مقبول: جاهز للتعلم الجديد.
طالب متميز: قد يكون بحاجة إلى أنشطة إثراء.
3. تحديد الصعوبات المشتركة: إذا لاحظ المعلم أن نسبة كبيرة من الفصل (مثل 60%) لا تجيد مهارة أساسية، فهذه إشارة إلى ضرورة تعديل خطة الدرس لمعالجة هذه الصعوبة بشكل جماعي قبل المضي قدمًا.
المرحلة الرابعة: الاستجابة والعلاج (مرحلة ما بعد التشخيص)
هذه المرحلة هي التي تعطي التقويم التشخيصي قيمته الفعلية، حيث يتم تحويل التشخيص إلى فعل.
الهدف: تصميم وتنفيذ استراتيجيات تعليمية لمعالجة الصعوبات التي تم الكشف عنها.
الإجراءات:
1. تعديل التخطيط التدريسي: تغيير خطة الدروس بناءً على نتائج التشخيص. قد يعني هذا:
تخصيص حصة أو جزء منها لمراجعة سريعة للمفاهيم الأساسية التي يفتقدها معظم الطلاب.
إعادة شرح مفهوم ما بطريقة مختلفة.
2. التفريد والتدخل: تقديم دعم فردي أو جماعي للطلاب الذين يعانون من صعوبات، مثل:
تعليم تمايزي: إعداد أنشطة مختلفة تناسب مستويات الطلاب.
مجموعات تقوية صغيرة.
توفير موارد إضافية (أوراق عمل، فيديوهات شرح).
3. الإثراء: تقديم أنشطة أكثر تعقيدًا أو عمقًا للطلاب المتميزين لضمان استمرار تقدمهم.
4. المتابعة: التقويم التشخيصي ليس حدثًا لمرة واحدة. يجب على المعلم متابعة تقدم الطلاب بعد التدخل للتأكد من فعالية العلاج، وقد يعيد تطبيق تقويم تشخيصي مصغر للتأكد من سد الفجوات.
أمثلة على التقويم التشخيصي
يمكن أن يأخذ التقويم التشخيصي أشكالًا متنوعة، منها:
الاختبارات القبلية: اختبار قصير في بداية الفصل عن أساسيات الرياضيات قبل بدء درس الجبر.
المناقشات والاسئلة الشفوية: سؤال الطلاب "ماذا تعرفون عن ظاهرة الاحتباس الحراري؟" قبل بدء وحدة عن التغير المناخي.
استبيانات الاستكشاف: ورقة تحتوي على أسئلة مفتوحة أو مغلقة لاستجلاء معلومات الطلاب السابقة.
خريطة المفاهيم: يطلب من الطلاب رسم خريطة مفاهيمية لما يعرفونه عن موضوع ما (مثل: النظام الشمسي).
أنشطة الكتابة السريعة: مثل "اكتب كل ما تعرفه عن الرواية في دقيقتين".
ملاحظة أداء الطلاب: مراقبة كيفية قيام الطلاب بمهمة عملية بسيطة (مثل: استخدام أدوات معملية أساسية).
تحليل عينات من عمل الطلاب السابق.
التقويم التشخيصي هو أداة استباقية وقائية تهدف إلى فهم نقطة البداية للمتعلم، مما يمكن المعلم من تصميم رحلة تعليمية ناجحة تنطلق من المستوى الفعلي للطلاب وتعالج نقاط الضعف قبل أن تتسبب في مشاكل حقيقية.

 

 

 





.post-body h2:not(.rnav-title),.post-body h3:not(.rnav-title) {border-radius: 3px;background: var(--minColor); display: block; padding: 13px 20px; margin: 5px 0 10px; color: var(--whiteColor);}/* seoplusTable Style */.seoplusTable{margin:20px 0;width:100%;display:block;border:1px solid var(--minColor);overflow:hidden;}.post-body table:not(.tr-caption-container){width:100%;border:0;border-radius:0;margin:auto;font-size:16px;}.seoplusTable.rd30{border-radius:8px;}.seoplusTable th,.seoplusTable td{padding:10px!important;background:var(--MinBgColor)!important;border-bottom:1px solid rgb(162 162 162 / 38%);}.seoplusTable th{background-color:var(--minColor)!important;font-weight:bold;color:var(--whiteColor)!important;border-bottom:unset!important;}table.vertical tr td:not(:last-of-type){border-left:1px solid var(--minColor);}table.vertical tr:not(:last-of-type){border-bottom:1px solid var(--minColor);}table.horizontal tr:not(:last-of-type){border-bottom:1px solid var(--minColor);}table.horizontal tr td:not(:last-of-type){border-left:1px solid var(--minColor);}table.horizontal tr th:not(:last-of-type){border-left:1px solid var(--MinBgColor);}table.vertical tr:not(:last-of-type) th{border-bottom:1px solid var(--MinBgColor)!important;}.seoplusTable.scroler{overflow-x:scroll;}.seoplusTable.scroler table{white-space:nowrap;}.seoplusTable.scroler table td,.seoplusTable.scroler table th{min-width:150px;}